User:Wabdonhary

From Wikimedia Commons, the free media repository
Jump to navigation Jump to search

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أنا عبده نهاري على جريان #من موليد دهنه باجل محافظة الحديدة الجمهورية #اليمنية#7-فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ

يقول تعالى « وكم من قرية أهلكناها » أي بمخالفة رسلنا وتكذيبهم فأعقبهم ذلك خزي الدنيا موصولا بذل الآخرة كما قال تعالى « ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ماكانوا به يستهزئون » وكقوله « فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد » وقال تعالى « وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين » وقوله « فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون » أي فكان منهم من جاءه أمر الله وبأسه ونقمته بياتا أي ليلا أي هم قائلون من القيلولة وهي الإستراحة وسط النهار وكلا الوقتين وقت غفلة ولهو كما قال « أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون » وقال « أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم » وقوله « فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين » أي فما كان قولهم عند مجيء العذاب إلا أن اعترفوا بذنوبهم وأنهم حقيقون بهذا كقوله تعالى « وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة » إلى قوله « خامدين » قال ابن جرير في هذه الاية الدلالة الواضحة على صحة ماجاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله ماهلك قوم حتى يعذروا من أنفسهم حدثنا بذلك ابن حميد حدثنا جرير عن أبي سنان عن عبد الملك بن ميسرة الزراد قال قال عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماهلك قوم حتى يعذروا من أنفسهم قال قلت لعبد الملك كيف يكون ذاك قال فقرأ هذه الآية « فما كان دعواهم إذا جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين » وقوله « فلنسألن الذين أرسل إليهم » الآية كقوله « ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين » وقوله « يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لاعلم لنا إنك أنت علام الغيوب » فيسأل الله الأمم يوم القيامة عما أجابوا رسله فيما أرسلهم به ويسأل الرسل أيضا عن إبلاغ رسالاته ولهذا قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية « فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين » قال عما بلغوا وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن أحمد بنإبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا أبو سعيد الكندي حدثنا المحاربي عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام يسأل عن رعيته والرجل يسأل عن أهله والمرأة تسأل عن بيت زوجها والعبد يسأل عن مال سيده قال الليث وحدثني ابن طاوس مثله ثم قرأ « فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين » وهذا الحديث مخرج في الصحيحين « خ 2554 م 1829 » بدون هذه الزيادة وقال ابن عباس في قوله « فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين » يوضع الكتاب يوم القيامة فيتكلم بما كانوا يعملون « وما كنا غائبين » يعني أنه تعالى يخبر عباده يوم القيامة بما قالوا وبما عملوا من قليل وكثير وجليل وحقير لأنه تعالى الشهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء ولايغفل عن شيء بل هو العالم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور « وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين »