User talk:Mohamed ramadan

From Wikimedia Commons, the free media repository
Jump to navigation Jump to search


Welcome to Wikimedia Commons, Mohamed ramadan!

-- 22:11, 7 September 2011 (UTC)

النصر صبر ساعة - الجزء الخامس عشر "بقلم / محمد مسعد محمد الحسيني رمضان"[edit]

النصر صبر ساعة--Mohamed ramadan (talk) 00:32, 8 September 2011 (UTC) فماذا لو كان صبر ثلاثين سنة لو لم يرحل هو لرحل الشعب المصري من عنوان مؤلفنا الأخير " رجاء للأمهات" إلى حدث 25/1/2011 ؛ بات البادي أنهن " الأمهات" كن أسرع وأسبق ؛ ليس استجابة لما ورد بمؤلفنا المذكور ؛ بل لقد كن "الأمهات" أكثر وعيا ، وأسرع استجابة لما قد وعينه كانت دعوتنا للأمهات ؛ تمثل لدينا قدرا ضخما من مخزون الحزن والألم التراكميين ؛ ومشاعر وأفكار أخري كثيرة وعميقة ؛ جري شحنها في النفس والوجدان بطرق الحفر والنحت والكي بالنار ، وبالانكسار في الشخصية والوجدان ......... تلك الأسطر السالفة ؛ تمثل العنوان الرئيس لهذا الجزء الخامس عشر من مؤلفنا الموسوعي " الحضارة الإسلامية ... منهجية إعادة ترسيم مستقبل العالم" .. لكن . لكن ولداعي الإيجاز ولدواعي الاهتمام بالذاكرة ؛ فمن اللازم وضع عنوان أكثر قصراً واستجابة لداعي التذكر .. من ثم فسنقصره على العنوان التالي " النصر صبر ساعة " تأسياً وإتباعا لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.[reply]

الحضارةالإسلامية

منهجية إعادة ترسيم مستقبل العالم

                    الجزء الخامس عشر
    النصر صبر ساعة
                  بقلم
    محمد مسعد محمد الحسيني رمضان




بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد رسول الله مفتتح : يرعانا الله ووطنيو مصر من شبابها وشاباتها؛ ودعوات وابتهالات كهولها وعجائزها- مسلمون وأقباط- إلى الله (1) إ نما النصر صبر ساعة النــــــــــــــصر صــــــــــــــــبر ســــــــاعة فماذا لو كان صبر ثلاثون ســــــــــــــــــــــــنة لو لم يرحل هو لرحل الشعب المصــــــــــــــــــــــري من عنوان مؤلفنا الأخير " رجاء للأمهــــــــــــــــــات" إلى حدث يوم الثلاثاء 25/1/2011 ؛ بات البادي أنـــــــهن " الأمهات" كن أسرع وأسبق ؛ ليس استجابة لما ورد بمؤلفنا المذكور ؛بل لقد كن "الأمهات" أكثر وعيا ، وأسرع استجابة لما قد وعينه، كانت دعوتنا للأمهات ؛ تمثل لدينا قدرا ضخما من مخزون الحزن والألم التراكميين ؛ ومشاعر وأفكار أخري كثيرة وعميقة ؛ جري شحنها في النفس والوجدان بطرق الحفر والنحت والكي بالنار ، وبالانكسار في الشخصية والوجدان ........ ......... تلك الأسطر السالفة ؛ تمثل العنوان الرئيس لهذا الجزء الخامس عشر من مؤلفنا الموسوعي " الحضارة الإسلامية ... منهجية إعادة ترسيم مستقبل العالم" .. لكن... لكن ولداعي الإيجاز ولدواعي الاهتمام بالذاكرة ؛ فمن اللازم وضع عنوان أكثر قصراً واستجابة لداعي التذكر .. من ثم فسنقصره على العنوان التالي " النصر صبر ساعة " تأسياً واتباعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. لم يكن من المتصور ؛ أو المتوقع ؛ أن تكون تجمعات يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011 م والمصادف 21 صفر 1432هـ ؛ وما تلاها ؛ أن تكون تجمعاً وطنياً جامعاً لنسيجي مصر إسلاميا وقبطياً . كما لم يكن متصوراً ولا متوقعاً أن تبقى دور العبادة القبطية في مأمن تام من عصابات النسف والتدمير التي شابت الحياة العامة في مصر ، التي ولا شك كانت على يد "بلطجية" نظام مبارك وحزبه الحاكم ؛ ومن ثم فطوال ثورة شباب مصر الحالية فدور العبادة في مأمن تام ، وهي دون أية حراسة أمنية حكومية . وكان ملفتا أن يثبت الشعب المصري بنسيجيه الإسلامي والقبطي خلوصهم وإخلاصهم للوطنية المصرية ، فقد تداول النسيجان أراضي ميادين الثورة بكل مدن مصر –صغيرة وكبيرة- في التوجه إلى الله صلاة ودعاءاً وتضرعاً ، وصلاة غائب . ثم ؛ لم يكن متصوراً ولا متوقعاً أن يكون شباباً لم تتعد أعمارهم الثلاثين من العمر؛ هم جمهرة وقيادة ثورة 25يناير 2011م الموافق 21صفر 1432هـ . كان الحراك الثوري الشبابي ؛ في تاريخ مصر ؛ جديداً وملفتاً ؛ مصرياً وعربياً وإسلامياً وقبطياً وعالمياً . هم مجرد شباب ؛ أعمارهم صغيرة ؛ خبراتهم الحياتية والسياسية – بشكل أو بآخر- محدودة ؛ فهم لم يعايشوا موضوعياً سوى فترة مبارك ، وربما نوعيا طالت قراءاتهم وبعضاً من إطلاعاتهم ، إضافة إلى بعضٍ من روايات الآباء والأجداد والأمهات والجدات حول أشياء- ما- عن السادات وجمال عبد الناصر ؛ لكن ... كان الأهم والبالغ الأهمية ؛ هو ما عاشه وعايشه هؤلاء الشباب ، فترة معايشاتهم الحياتية اليومية التي امتدت لثلاثين عاما غطت فترة حكم وتحكم مبارك وأسرته وعصاباته . شباب- ذكور وإناث- جامعيون وآخرون متوسطي وفوق متوسطي التعليم ، وربما دون ذلك ، غالبيتهم لم يجد عملا ، كما لم تتحملهم سوق أو أسواق العمل والعمالة الهامشية وما تحت ودون الهامشية . كانت الكارثة الحقيقية التي واجهت شباب ثورة 25 يناير2011 أن " مصر" قد جري بيعها تحت أعينهم وجبراً وقهراً على آبائهم ، وتحول الآباء إلى باعة جائلين في الشوارع والطرق والأسواق العامة ، أو " زبائن" دائمين-إلى جانب أبنائهم العاطلين- على أرصفة المقاهي والمواخير التي زادت وتكثفت في ربوع وحواري ونجوع وقري مصر ؛ دون استثناء . وصارت سوق المخدرات والحبوب المخدرة مرتعا مفتوحاً لتجارها وصبيتهم والمدمنين ؛ ثم ومن اتبعوهم إدماناً . وذهبت فتيات مصر إلى أعمار تجاوزت الخمسة وثلاثين عاما دون زواج ، ولعلي وغيري- نعتذر حياءاً- فنستحي أن نذهب في تفصيلات هذا الأمر لأبعد من ذلك . ومع ذلك – بل ورغم كل ذلك- فإن ما يحدث في مصر وإن دفع إلى بعض حياء ؛ فإنه يكسر في المقابل كل حرج ، من ثم فنصير أمام حقائق عارية ، لا تتحمل مجرد الإغضاء أو التغافل عنها ؛ فتداعيات الفقر والعريٌ والجوع والبطالة والقهر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني والتعليمي والصحي والارتباط السياسي الحاكم في مصر بقيادة مبارك بإسرائيل والانكسار للولايات المتحدة ، والمشاركات الفعلية والتفاعلية التواطئية من جانب مبارك ؛ في غزو العراق والتواطؤ في حصار وقتل أهل غزة والهجوم الإسرائيلي على لبنان ، هذا كله وما خفي من قبل ومن بعد ؛ كل هذا لم يكن ليتحمله سوي فكر دماغي شاب ؛ وأجساد طازجة لم تتلوث بقاذورات حكم مبارك سياسية وأسرية ، بل على العكس ، فقد عانت- ولا زالت- تلك العقول والأجساد تعاني من كل سوءات ومصائب حكم مبارك التي حطت بجملتها فوق رؤوسهم وأجسادهم ؛ وبلا رحمة . لقد كانت من أهم وأحدث خطايا مبارك ، أنه تاجر وبأسلوب وضيع برجال الشرطة ، وهذا لا يخلي وزير داخليته " العادلي" من كامل المسئولية في توريط رجال أمن الشعب المصري وتحديدا قوات مباحث أمن الدولة في مواجهات دامية وأخلاقية وأمنية ضد الشعب المصري ، ...

   لكن ؛ وإلى أن تنحسر غطاءات وهمية كثيرة ، فستقدم لنا مخبوءات التاريخ ما لم نكن نود أن يكون من سيئ مخبوءات التاريخ المصري ، ويأسف المؤرخون المصريون – ودون أن يعلنوا ذلك- ومترصدوا التأريخ ، عن قصورهم وعن تقصيرهم موضوعيا ونوعيا ، وبالجملة ذلك التقصير السردي والترصدي الموضوعي والنوعي ، لوقائع وواقعات التاريخ التي تتسرب في طياتها حقائق موضوعية ونوعية ؛ بإغفالها تختفي وتندثر حقائق الحراك التاريخي والتأريخي لعموم الحياة في مصر ومحيطها العربي والإسلامي .  
 ورغم كل شيء وأي شيء ، فقد جرى خلع مبارك ، فلم يتنح الرجل ولا استقال ، بل أزيح جبراً وقهراً على نفسه وعلى أسرته وعلى باقي عصبته ...
 كذا ومع تنامي مبكرات الحراك الشبابي الشعبي المصري ، انهارت أهم وأخطر مؤسستين رئاسيتين حكمتا وسادتا مصر لنحو الثلاثة عقود ، وأولى تلكما المؤسستين هي مؤسسة الرئاسة التي كان يتسيدها ويقودها مبارك ، وثانيتهما كانت مؤسسة بيت الرئاسة التي كانت تتسيدها وتقودها السيدة الأولى زوجة مبارك تلك المؤسسة الثانية التي كانت ذات يد طولي بما كان يمكنها في أحايين كثيرة أن تشارك ، بل وكثيرا ما كانت تنفرد بقيادة المؤسستين ، مؤسسة الرئاسة ومؤسسة بيت الرئاسة ، وبالخصوص لفرض حالة التوريث.









(2) مصر .. بين ثورة شعب ، وفضيحة نظام !! قال شاعرنا العربي : ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سالت بالدم أبطح شئ غريب ملفت بين أن نملك نحن فنعفوا ، وبين أن تملكوا أنتم ، فقابلتم سجية العفو منا ؛ بأن ذبحتم وسيلتم دماءنا فوق هضاب وتلال الأرض ؛ فأي مقابلة تلك ... تأكيداً ؛ فإنني لم أقصد أن أقدم شرحاً لقول شاعرنا العربي ، وأخشى أن أكون قد صيرت قولي ، كمن فسر الماء بعد الجهد ؛ بالماء ... ومع ذلك ؛ ليكن ذلك ؛ فقول الشاعر جاء أبين وأوضح من الشرح الذي حاولته ، لكن هذا ما أجراه على الورق القلم ... ومع ذلك ، فإنني أستطيع أن أشير إلى عنوان سابق ، ورد بالجزء السالف من هذه المدونة ، وأعني به الجزء الرابع عشر والمعنون " رجاء للأمهات " وفي الفصل الخامس منه والمعنون "نوبة رجوع" ثم وفي الفقرة " أولا : أنا .. أو.. الطوفان"منه. ومما سطره القلم تحت ذلك العنوان ؛ أجتزئ صفحتيه الأخيرتين ، وهما التالي :ـــــ (( ونرى أن علينا – بشكل ما - أن نشير إلى الطوفان الذي ألمَّ بقوم نبيُ الله نوح ، وهذا أصل الخيار في القول المشهور " أنا أو الطوفان " فكان قوم نوح بين أمرين بالخيار ، فإما اللحوق إلى دعوة نوح ، وإما اللحوق، أو أن يلحقهم- جبراً وقهراُ – الطوفان ، أما نوحٌ ومن قد آمن فهم خارج الخيار ، فهم بالمطلق في مأمن سواء ، فلا هم ملحقون بالطوفان ، ولا الطوفان معنيٌ بهم ، فقد كان خيارهم بإتباع نوح يحمل منجاتهم وأسبق من دعاء نوحٍ بالطوفان . {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }نوح26 ، لكن قصة نبيُ الله نوحٌ لم تكن لتقف عند أن نعلم منها ذلك الحدث الأخطر والأعم ، فتفاصيلها أكثر تبياناً لحقيقة ما أحاط بنوحٍ وظرفيات ما عانى نوحٌ من قومه ، وهذا- فيما نرى- أدعى لأن نضع قيد البصر والبصيرة ، سورة نوحٌ بكاملها:ــــــ

  { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{1} قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ{2} أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ{3} يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{4} قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً{5} فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً{6} وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً{7} ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً{8} ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً{9} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً{13} وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً{14} أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً{15} وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً{16} وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً{17} ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً{18} وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً{19} لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً{20} قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً{21} وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً{22} وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً{23} وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً{24} مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً{25} وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً{26} إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً{27} رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً{28} سورة نوح( 28مكية) .
والملفت ؛ أننا ؛ في زماننا هذا ، نعيش قضية الطوفان معكوسة ، فمن يهدد بالطوفان ، هم وحدهم ومن يتبعهم ، هم الهدف الوحيد الواقع تحت ظرفية التهديد بالطوفان وهم وحدهم الشاعرون بأن الطوفان لن يُفلتهم ، فاجتاحتهم رغبة شيطانية في أن لا يكونوا وحدهم غثاء السيل في الطوفان وبعد الطوفان .
على هذا النحو جاءت القضية بعكس ما جرى مع نبيُ الله نوح ، إذ بعث الله نوحاُ داعياً قومه لعبادة الله وهاديا لهم إليه ، لكن في زماننا هذا تنعكس الآية  فنجد أن بعضاً من الأمة المؤمنة يدعون الحكام- الذين ضلوا وأضلوا- إلى الخير ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر ، لكن ولا منهم من مجيب :     

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ { 104}آل عمران200 "3مدنية"

لكن تقف بالأمة الأسباب ؛ إلا أن تلجأ إلى الله ؛ لجوء المضطر ، فهذا حالها تجاه من ضلوا وأضلوا ، من ثم :
  { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ{59} أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ{60} أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ{61} أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ{62} أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{63} أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{64} قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{65}النمل "48 مكية"
 إنها أمة المؤمنين ، في لجوء دائم لا انقطاع له ، إلى الله . مبتهلين إليه أن يرفع عنهم إفك القوم الذين هم بالله يعدلون ، وبطلاقة قدرته لا يعلمون ، وبأحديته لا يتذكرون ، بل وهم به يشركون ، ولا برهان لديهم ليكونوا به صادقين ، وهم في جهل فلا يشعرون متى يبعثون ، والحال هذه فمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ،......
  فقد باتت امة الإيمان بيات من أعيته الحيل ، وأعجزته تصاريف الضالين الذين ضلوا وأضلوا ، فباتوا لا يرون أنهم وقد بلغوا مبلغاً من الضنك والأذى؛ فلا كاشف له إلا الله . 
 من ثم  ، فإنه { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ{58} أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ{59} وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{60} وَأَنتُمْ سَامِدُونَ{61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا{62}النجم"62مكية" . 
 إنها معادلة شيطانية ؛ أن يقال للأمة ؛ أي أمة " أنا أو الطوفان " فليس في مصر وحدها يقال ذلك ، فلكل الشعوب العربية يقال ذلك  ، هناك في اليمن تقال ، وفي تونس وفي ليبيا ، ويشتبه قولها في الجزائر منصرفة إلى أحد أقرباء الرئيس بوتفليقة الذي لم ينجب أولاد ذكور فيما نعلم ، ولقد سبقت الجميع سوريا رغم أن لا اعتراض على شخص وأسلوب بشار الأسد ، أما في السعودية والخليج –عامة- فهي مطبقة تاريخيا ؛ وإن كان الجميع يلعب لصالح أسرته بالمطلق ، ولمن نصبو أسرته ، أما في الأردن فقد طالت الأسرة الملكية الحكم بقرار استرضائي من الاستعماري العتيد ونستون تشرشل ، ولبنان فلها الله... ثم إن الملفت أن تلك المقولة الشيطانية قد امتدت مستشرية في بعض إفريقيا ، وإن كان يشوبها بعض شك حول طبيعة علاقتي طرفا الصراع بالولايات المتحدة وفرنسا وباقي الذيول الأوروبية الاستعمارية التي تساند في ساحل العاج  الرئيس المنتخب الحسن وتارا ضد الرئيس السابق – والذي يدعي أنه هو الفائز في الانتخابات –لوران جباجيو .  

ربما كانت هذه أو تلك ، إرهاصات مبكرة لزوال تلك الأنظمة التي صنعها الاستعمار القديم ، أو أن يكون القادم ، ليس بأفضل من سابقه ، نسأل الله في الآتي خيراً .)) " هذا الاجتزاء دون تصرف" .

لقد قالها ضمنا في الكلمة التي وجهها " حسني مبارك" للشعب المصري عبر خطابه الثاني مساء يوم الثلاثاء الأول من فبراير2011م ؛ ومع صباح اليوم التالي الأربعاء السابع من فبراير ، وفي كلمته تلك حذر التفافيا من الفوضى فيما لو استجاب للمطلب الشعبي بأن يرحل ؛ وهي كلمة حملت معني" أنا أو الطوفان" ومنذ 17فبراير2011فلا زال الرئيس الليبي معمر القذافي يستخدم ذات التهديد في مواجهة شعب ليبيا .
ولا زلنا في مصر، فتأكيدا لهذا التهديد المغلف فقد جرت مذبحة راح ضحيتها نحوا من ثلاثمائة شهيد وما تجاوز الألف جريح على يد وأسلحة قوات الأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب التابعتان لوزارة الداخلية التي كان يتزعمها وزيرها اللواء حبيب العادلي- قبيل أن يعزله مبارك من منصب وزير الداخلية بعدها بأيام وفق الخطة الأمنية التي وضعها العادلي ووافق عليها حسني مبارك .   

كان ولا زال الثمن باهظا ، لكن من أجل مصر يرخص كل ثمين .



(3) لم تكن مصر وحدها... ؟!

 كانت اليمن والمغرب الجزائر وتونس ومصر وليبيا والأردن والكويت والبحرين وبشكل ما عُمان ... والسعودية...
 ولقد ذهب العراق مع الغزو الأمريكي عام 2003إلى تقسيم مبكر ؛ ذهب فيه الأكراد بشمال العراق ، وفي انتظار لفصل الجنوب شيعياً ، حيث يبقي وسط العراق السني في انحصار بين شمال كردي وجنوب شيعي ، ومع ذلك ،... 
 ولبنان –مبكرا- داخل المرجل ، فهي في حالة مستمرة من الغليان ، وهي بشكل ما كانت – وربما لا زالت في انتظار تنفيذ حلم بن جوريون لتقسيمه إلى شمال درزي ووسط سني وجنوب مسيحي ماروني ... على أن الملفت في الخريطة اللبنانية ، أنها ذهبت إلى خلاف الحلم البنجوريوني ، حيث انزاح المارون إلى الوسط قليلاً وحلت الشيعة اللبنانية محلهم في الجنوب اللبناني اللصيق بأسوأ مما تحلم إسرائيل ، بالشمال – الأمن تاريخيا- اليهودي ، وفي فهم للتوجه الإسرائيلي بتركيزها السكاني في الشمال الفلسطيني المحتل ، وليس في الجنوب الفلسطيني ، كان الاحتراز البنجوريوني المبكر من الجوار المصري في جنوب الأرض المحتلة ، مع الاعتبار للحلم البنجوريوني بتقسيم لبنان السالف الإشارة إليه ...  
 أما السودان فقد جرى لها التقسيم الأول المبكر؛ حيث ذهب الجنوب منفصلاً ، وهي –حاليا- قيد الانتظار لعمل التقسيم التالي والذي قد يذهب بإقليم دارفور والذي هو حاليا على محك الانفصال ... وعلى محك الرغبات المستقبلية هناك التقسيم الرابع ...
إذن ؛ ما الذي جرى في مصر ..
 الذي جرى في مصر... ! ، يمكن فهمه أو الوعي به ، فيما لو جرى فهم أو وعي بالحدث الذي وقع في الساعة الثانية عشر والدقيقة العشرين من منتصف ليلة الأول من يناير عام 2011م حيث جرت تفجيرات أمام وحول كنيسة القديسَين بالإسكندرية.. .
علم أو لم يعلم حسني مبارك – الرئيس المصري المخلوع مساء 11فبراير 2011- أن تلك - تفجيرات الكنيسة - هي المرحلة الأولي من أخر ما هو مُكلف به كرئيس لمصر .. واستكمالاً للصورة المتوقعة ، فقد كانت ملفتة بشدة تلك التأييدات المتكررة من جانب رئيس الكنيسة القبطية المصرية لمبارك ولترشيح ابنه جمال لرئاسة مصر ، وكانت تلك سقطة غير مدروسة من جانب البابا شنودة الثاني ، ومتناقضة غاية التناقض مع موقف البابا التاريخي والوطني من الاحتلال الإسرائيلي للقدس.
على أيٍ من الأحوال ، فقد كان المخطط الذي اندفع إليه حسني مبارك والبابا شنودة أكبر وأخطر من أن يحتمله أحدهما أو كلاهما ؛ أو الوطن ...
فهل كان مبارك بقدر أو بحجم كارثة أن يقسم مصر إلى دولتين ؛ مسيحية في الجنوب وإسلامية في الشمال ، بما كان مترتبا على ذلك من إثارة حرب أهلية طائفية كانت القوى الخارجية متربصة لإشعالها فور التقسيم ، ولتمويل طرفيها بالسلاح وبالمال ، في تساوق مع لحظة تاريخية مناسبة لأطراف أخري مترصدة لتلك اللحظة للاستيلاء على قناة السويس ووضعها تحت حماية أجنبية أو تدويلها بزعم الحرص على أمن الشريان شبه الرئيس للتجارة العالمية ، وفي نفس ذات اللحظة التاريخية تقوم إسرائيل بالاستيلاء على خط  بالعرض من أراضي سيناء يمتد من أسفل جنوب العريش المصرية إلى أسفل جنوب مدينة رفح المصرية ، ومن ثم تجري إسرائيل – وبعون أمريكي أوروبي  ترحيلاً فورياً وجبرياً وقسرياً لجميع فلسطينيي 1948 والمعروفون " بفلسطينيي الداخل" وكذلك سكان القدس والضفة ؛ إلى ذلك الشريط الجديد من سيناء ، ويعلن على الفور قيام الدولة الفلسطينية الجديدة – والبديلة- المستقلة ، ومن ثم يتسارع العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة وأذنابها ؛ إلى الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية الجديدة ....  وفي كل الأحوال تبقى مصر منهمكة في اقتتالها الطائفي الداخلي ، فاقدة لاستقرارها الداخلي وتوحدها الوطني ، ومن ثم يجري تعليق قضايا قناة السويس والعريش ورفح وقطاع ضخم من سيناء بكل ثرواتها التاريخية والبترولية كمشاكل تاريخية ويجري ضمها جميعا إلى مصفوفة المشاكل والقضايا التاريخية مثل كشمير والبوليزاريو وأم الرشراش ، وغيرها وغيرها كثير ، وفي مثل تلك الحالة فسيجري ضم مصر إلى مصفوفة التمزق العربي الإسلامي الشامل والذي يضم كل فلسطين والعراق والسودان ثم مصر ، ثم لبنان بحسب ظرفيات ما يعد لها ... ومسارات تقسيمات أخرى في الطريق .     

عين عابرة على آسيا اللصيقة ، غير العربية: :

 وفي آسيا ، أذكر ، أن باكستان ستُدفع أمريكيا لتقسيمها إلى أربع دول وهذا بحسب رأي مساعد كونداليزا السابق أرميتاج ، أو أن تسابق الهند الزمن الأمريكي بالدخول في حرب مع الباكستان وإعادة ضمها إلى الهند ، ومن جانب آسيوي آخر ، وإلى حين ليس بالبعيد سيبقي الصراع الكوري الشمالي والجنوبي قيد تجميد مؤقت وتحت رقابة العيون الصينية المؤيدة للشمال الكوري ، والعيون اليابانية الفزعة من تنامي الصراع . هذا كله في خضم رقابة الإخطبوط الأمريكي الذي يعاني عجزاً موضوعياً تاريخياً تتربص به العجوز الفقيرة –كذا تاريخياً- والمعروفة بحسب ما أطلق عليها وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد " أوروبا العجوز" .   
وإلى مصر نعود:
كان حادث تفجير "كنيسة القديسين" مفتاح عملية كبري ، فشل في إنجاحه مبارك والعادلي ، وتاه في مساراته البابا شنوده الثاني فهاجمه رجل الأعمال المسيحي المصري نجيب ساويرس سائلا شنوده " هل أنت رجل دين أم رجل سياسة؟!" لكن شنوده مضى متمادياً في تأييده لحسني مبارك وإلى ثلاثة أيام سابقة لخلع مبارك .
 إرتجت رؤية الأمة المصرية – مسيحياً وإسلامياً – تجاه البابا صاحب الموقف الوطني القديم والسابق والذي بات موقفه الوطني المشرف تجاه فلسطين والقدس ثم من مبارك ، مثار أحاديث وتأويلات لا يظن الكثير أنه- البابا- كان سعيد بها ، ومع ذلك لم يكتف البابا بذلك ، بل ؛ وفي خضم الثورة الشبابية الشعبية للأمة المصرية في 25يناير وما بعدها ، فوجئ الجميع – مسلمون ومسيحيون- بأن شنوده قد أصدر تعليماته الكنسية للمسيحيين المصريين بعدم المشاركة في ثورة الشباب والشعب المصري في 25 يناير وما تلاها ، ورغم ذلك فقد تجاهل الكثير من مسيحيي مصر تعليمات شنوده ، وكانوا قاسما يعتد به في الحراك الثوري هتافاً واحتجاجاً واعتصاماً واستشهاداً ووطنية .
 ولعل الأمانة الإنسانية تقتضي ألا يُسحب موقف شنوده الأخير ، على موقفه السابق والتاريخي تجاه فلسطين والقدس ، فربما قد جري خداع الرجل من جانب مبارك ، لكن لا ننسي أن الكرازة المرقصية بالإسكندرية هي صاحبة مواقف تاريخية ووطنية في عموم الحياة المصرية والعربية منذ – على أقل تحديد- الثورة المصرية عام 1919م ؛ ومن ناحية أخري فقوة الكرازة المرقصية الدينية والتاريخية تأتي من حقيقة وجودها في مصر وهي القلب من الأمة العربية ، فثقل الكرازة مستمد من الثقل الوطني والقومي والديني والتاريخي لمصر ؛ ويستحيل أن يخفي مثل هذا الفهم على البابا شنوده .
 إذن فشل حسني مبارك في آداء واجبه الأخير ، فدفع الثمن هو ونظامه مساء يوم 11/2/2011 ، سقط الرجل وغالبية نظامه ، وليس كل نظامه !!؟.    
 








(4)- وفي إطلالة-لازمة- على الموقف أو المستبان من الولايات المتحدة تجاه الحاصل في مصر، وبعض العالم العربي:ــــ

لنبدأ من وجهة نظر أو من بعض فهم لصحفي مصري مقيم بالولايات المتحدة يعمل محررا بالموقع الإلكتروني العربي " تقرير واشنطن TAQRIR WASHIGTONوالمنشور بالعدد رقم 258 في 22/10/2010 ثم بالعدد رقم 260 في11/2/2011 ، يقول محمد المنشاوي تحت عنوان"لا دور لأمريكا في مستقبل حكم مصر" :ــ

"............ ولا يجب أن يفهم من خروج الكثير من الدراسات الأكاديمية والبحثية الأمريكية، وعقد ندوات فكرية عن مستقبل الحكم فى مصر، وعن سيناريوهات انتقال السلطة، وهوية ساكن القصر الجمهوري القادم، أنها تعكس تفضيلا أو موقفا أمريكيا فيما يخص مستقبل مصر. حقيقة مصر هى أكبر دولة من حيث السكان فى الشرق الأوسط بملايينها الثمانين، ولديها أكبر جيش، وثانى أكبر اقتصاد، إضافة إلى دورها الثقافي الرائد، وكونها مصدر الفكر السياسي القومي والسني فى المنطقة، أو كانت، وبالتالي فإن الاهتمام بها فى الدوائر الأمريكية المختلفة مبرر، لذا متابعة ما يحدث فيها وفى مستقبلها هو شيء مهم لواشنطن وللعالم الغربي كله. إلا أن واشنطن لا تكترث كثيرا بهوية الساكن القادم للقصر الجمهوري المصري طالما لم يكن معارضا لمصالح أمريكا العليا فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط. ويهم الإدارة الأمريكية سواء رأسها جورج بوش أو باراك أوباما عدة مصالح في مصر لا تختلف باختلاف هوية ساكن البيت الأبيض في واشنطن. ويمثل استمرار العلاقات الأمنية الخاصة مع القاهرة، والحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، إضافة إلى عدم وجود نظام حكم ذي توجه إسلامي، أكثر محاور اهتمام صانعي القرار في واشنطن. وتطرح واشنطن على زائريها المصريين تساؤلا مبررا عما سيحدث حال انتهاء حكم الرئيس مبارك خاصة فى عدم وجود نائب للرئيس، وتتلخص الردود المصرية فى نقطتين، الأولى أن هناك مؤسسات ودستورا يحكم هذه المسألة إجرائيا، ولا تصغي آذان واشنطن باهتمام لهذا النوع من الردود! بل تركز وتحبذ النوع الثاني الذي يخلص إلى أن الأمور ستكون تحت السيطرة ولا توجد أسباب تدعو للقلق على استقرار مصر، وهذا ما يريد المسئولون الأمريكيون الاستماع إليه والتأكد منه. إلا أنه في الوقت الذي لا يخفى ما لواشنطن من مصالح حول العالم، وفى مصر أيضا، إلا أنه من الواضح للعيان أيضا وفى الوقت نفسه أن أمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس. أمريكا التي وقفت ضد طموحات الشعب الإيراني في اختيار محمد مصدق زعيما فى خمسينيات القرن الماضي، لا تستطيع الآن إلا أن تنتظر موافقة حكومة إيران على الجلوس معا للتفاوض حول ملف إيران النووي. أمريكا وبعد ما يقرب من عقد من الزمن فى احتلال أفغانستان لا تستطيع التأسيس لحكومة أفغانية تفرض سيطرتها خارج القصر الجمهوري، ولا تستطيع واشنطن أن تعيد للعراق دولته ومؤسساته التي دمرتها بغزوها عام 2003. عالم اليوم يتغير بسرعة، فقد ذكر وزير خارجية البرازيل أمس الأول كارلوس أموريوم أن حجم الصادرات الأمريكية لبلاده وصل عام 2002 إلى 28% من إجمالي الواردات البرازيلية، إلا أن ذلك لا يتعدى اليوم 10% بسبب تزايد الصادرات الصينية لتحل محل الأمريكية. من ناحية أخرى، مازالت كوريا الشمالية تمتلك وتزيد من ترسانتها النووية، ومازالت إيران مستمرة فى برنامجها النووي سلميا كان أم عسكريا. "لي هاميلتون" أحد أهم الساسة الأمريكيين خلال العقود الأخيرة، قرر التقاعد من العمل العام وسط حالة إحباط مما وصل إليه حال السياسة في الولايات المتحدة، وقال فى آخر مقابلة له مع الراديو القومي الأمريكي يوم الاثنين الماضي «لا أخاف على توجه الولايات المتحدة خارجيا، فهو له حدود معروفة، إلا أنني أكثر خوفا على توجه بلادي الداخلي وكيف نتعامل مع ما نواجه من مشكلات وأزمات من التعليم والصحة والهجرة والاقتصاد». مغالاة الشعب المصرى فى تصوره لمدى القوة والنفوذ الأمريكي قد تكون مفهومة، إلا أن امتداد تلك المغالاة إلى صانعي الرأي والقرار في مصر، وعدم الفهم الحقيقي لحدود قوة أمريكا هو ما يدعو للقلق. "

 كان المقطع السالف هو المجتزأ الهام منه وصولا لإدراك للأسطر التي وضعنا تحتها خط أسود ، مثل فقد "كانت" مصر ...والفقرة الأخرى المسطور أسفلها بشأن نوعية ومستوى العلاقة .... ثم الفقرة الأخيرة حول" مغالاة الشعب المصرى فى تصوره لمدى القوة والنفوذ الأمريكي قد تكون مفهومة، إلا أن امتداد تلك المغالاة إلى صانعي الرأي والقرار في مصر، وعدم الفهم الحقيقي لحدود قوة أمريكا هو ما يدعو للقلق. "
 من ثم فقد ، أوقد جرى "خلع أو إقالة أو إزاحة " حسني مبارك ، لكن لا زالت الظلال الكئيبة لنظامه جاثية فوق صدر مصر أو هي لا زالت كامنة " كخلايا نائمة... مثلاً.." حول أو في النظام المؤقت الذي يتولى قياده المرحلي المجلس المصري العسكري المؤقت والمكون من عدد من القياديين العسكريين على رأسهم وزير الدفاع المشيرمحمد حسين طنطاوي وإلى جانبه رئيس الأركان الفريق سامي عنان العائد من زيارة للولايات المتحدة يوم الأربعاء أو الخميس 26أو27ينلير2011 أي ثاني أو ثالث أيام الثورة الشعبية المصرية التي بدأت يوم الثلاثاء25يناير2011 والذي كان مصادفا ليوم العيد القومي لجهاز الشرطة المصري. 
أود أن أشير إلى أنني ليست لدي رغبة ما لاستباق الأحداث التي تًغرق العالم العربي من الخليج إلى المحيط ، فلا زلت ملتزماً ومتبنياً موقف المترصد وليس الراصد للأحداث ، ولربما أتجاوز بعض أحداث الظرف لعدم الأهمية أو لضعف الأثر أو التأثير ، وهو- فيما أرى- ما لن يفوت على غيري رصده ، فالكثيرون  يقومون بالرصد وليس الترصد .
ولعلي لن أكون وحدي ، حين أتوقف بعد صفحة أو بضع صفحات من هذا الجزء من هذه المدونة ، ليس لتوقف تتالي الأحداث – ورغم أنه ليس لمجرد تتاليها بل لنزيفها الغير منقطع – لترصد الأحداث الفاعلة والتفاعلية ، هذا من جانب ، لكن ؛ فمن الجانب الأهم والأخطر ، والذي هو رغم أي شيء ورغم كل شيء ، قد يمكن حصره نوعيا في تساؤلات ، لا شك مبررة، تقودنا إليها استفهامات جبرية ، تبدأ بتساؤل بدهي يدور حول " كيفية انفراط عقد الحكام العرب بهذه الانسيابية المتوالية بعيدا عن احتسابات وفاعليات وتفاعليات التتالي الذي تشير إليه دواعي أو تداعيات الفارق الزمني الاستيعابي للحدث وصولا إلى حدث آخر!!"
 فهل ماجري هو عمليات "ثورة " أو هو عمليات " تثوير" أو "علينا أن نقف  تأدباً" أو "إخفاءا" لحالات جهل قومي عربي لقيمة " ما" لحقيقة الشبكة الدولية العنكبوتية " الإنترنت" ؛ الأمر الذي فات كهول العالم العربي ، لكنه كان المادة الفعالة في أيدي وعقول شباب العالم العربي خاصة أولئك الذين يتعاملون على تلك الشبكة وكأنهم باعة جائلون .
 ربما كان لهذا الأمر أثره الفعال ، لكن المؤكد أن هناك أشياءُ أخرى ......
 وقبيل أن أتوقف أشير في أكثر من عجالة متسائلاً ، أين المملكة العربية السعودية ، وأين الإمارات العربية المتحدة ، وأين إمارة قطر ؛ من كل ما يجري أو يحدث أو يحصل في العالم العربي من الخليج إلى المحيط ؟!!! 
 لكنا نرى أن علينا أن نتذكر و أن نشير إلى ما لا يصح ولا يجب أن يٌنسى من سورة النجم في الآيات السبع الأخيرة منها ؛ إذ يقول سبحانه وتعالى {هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى{56} أَزِفَتْ الْآزِفَةُ{57} لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ{58} أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ{59} وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{60} وَأَنتُمْ سَامِدُونَ{61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا{62} تٌرى ، فهل نحن بصدد مثيل لنذير من النذر الأولى ، أوأننا بصدد النذير الأخير ، بما يعني أن الآزفة قد آن أوانها ، وأن لم تعد –كسابقاتها- لها من دون الله حلُ ولا كاشف لما بها قد وعد وأوعد الله الخلائق ، .. ولم لا ؟! 
وإنسانيا بحتا ، وإن كان التعبير باللفظ "بحتاً " غير دقيق كل الدقة ؛ ورغم أن لدينا الكثير مما يقال ومما يمكن أن يقال، لكن فإلى أن يطرأ جديد من موجبات الترصد ، نركن إلى حالة – لازمة - من الترقب الترصدي . "26/2/2011 السبت التاسعة مساءاً ".         





(5)- أشرنا من قبل و بالجزء السالف من مدونتنا هذه إلى قوله تهالى في الأيات السبع الأخيرة من سورة النجم ، والتي يقول فيها جل وعلا "{هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى{56} أَزِفَتْ الْآزِفَةُ{57} لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ{58} أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ{59} وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{60} وَأَنتُمْ سَامِدُونَ{61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا{62}

 لا شك أننا بصدد نذير من النذر الأولى ، ولا شك بأننا بصدد آزفة ، لكن أهي آزفة بمعنى ما ورد بالنص القرآني في قوله تعالى أي قرٌب يوم القيامة وحان وقتها ؛ ربما نعم ؛ وربما لا ، فعلمها اليقيني عند الله .
ومرات أخرى" منها التالية" أعود لعملية – تكرارية- للاجتزاء لنص سابق أوردناه بالجزء الرابع عشر من مدونتنا هذه ، فهو اجتزاء من فصله الأول لصفحتين وبعض من الثالثة من ذلك الفصل ، وهو التالي:ــــــ 

((الفصل الأول : ومن التاريخ الغير مقروء!!

 قد أضطر كي تتضح وجهة الرأي لدي إلى اللجوء إلى طرق وأساليب مطولة نسبيا للشرح والإيضاح ، وهو أمر أرى أن التوجه الترصدي للتاريخ قد لا يتحمله ، وذلك باعتبار أن خطتنا تقف عند حد الترصد التاريخي وليس السرد التاريخي ، وكثيرا ما تطرقنا لشرح موقفنا هذا ، فعذرا عن هذا التكرار .
ومن ثم فإن حديثنا لا يزال متصلا ومتواصلا حول التردي القومي والتداعي العقيدي في فكر المسلمين وليس الإسلام .
وفي تمرحل للخلف ، زمانيا ، فأعود مذكرا ومتذكرا ، بأن المنطقة العربية الإسلامية ، والتي تعد في الاحتساب التنازلي للترتيب الحضاري بالمفهوم الغربي ، تسبق فقط كثيرا إن لم يكن أغلب دول إفريقيا ، ويمكن – بقليل من التجاوز- إرجاع ذلك التأخر في الترتيب الحضاري المعاصر، لأكثر النظم الدولية قوة وتقدما في التاريخ العالمي الحديث وإلى ما قبل نحو الثلاثمائة عام والذي يمثل مبكرات ما أطلق عليه عصر النهضة في أوروبا والذي تأسس على اسنادات استعمارية كبري لم  يغفلها التاريخ ، ولا نحن .

لكن فمن حيث تبدأ النظم الدولية-إسلاميا- من عند الدولة الإسلامية الأولى التي وضع أسسها الأولي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وحتى زمن الخلفاء الراشدين ثم ليبدأ التأخر التقني فيما بعد الدولتين الأموية فالعباسية أولى وثانية فثالثة ، ثم مع الدول الأصغر حجما وقوة وحتى قيام الدولة العثمانية حيث يسترد العالم الإسلامي كثيرا من قوته النوعية دون الموضوعية ....

 لا شك أن تلك البنائيات الكبرى في التاريخ الإنساني عامة  ومن ثم في التاريخ الإسلامي بخاصة ، قد غيرت الشكل العقيدي من عند أساسيات التدين الإنساني بحيث بات التدين الإسلامي أشد وأقوي تماسكا إنسانيا من كثير من غيره من المعتقدات السماوية والإنسانية الأخرى .
 وليس في ذلك ما يعيب –تاريخيا- تلك البنائيات ، ربما ما يعيبها في ذلك ؛ هو التكوين البشري الذي قادها عبر مراحلها المابعد التأسيسية ، وكان ذلك عبر بنائياتها الأموية فالعباسية على تمرحلهما ، والتي جرى إبتناءها على أسس وجيزها فكرة المحافظة على العروش وكراسي الحكم تحت شعار عام ومجرد من كافة عناصر البنائين التحتي والفوقي بطول وعرض القاعدة العامة المجتمعية للدولة ، حيث اقتصر الحال البنائي على الزخم البنائي العسكري استنادا إلى مقولة حق أريد به باطل ، فكانت الدعوة التي تبناها الحكام في ظاهرها هو الدفاع عن عقيدة الإسلام وباطنها هو الدفاع عن العرش أو سرير الخلافة هذا في البعض من الكل. ومن ثم غدت عمليات التجميع العسكري تحت نداء الدفاع عن الإسلام ، كغطاء قومي وأممي ، في حين كان الخفي هو الدفاع عن الحكم ، ولم تفلت الدولة العثمانية من هذا المأزق الفكري والتنفيذي .
 والملفت أن معظم تلك الدول الإسلامية الكبرى لم تنتبه لا قليلا ولا كثيرا لثرائها القومي من ناحية ، ومن الأخرى فهي لم تنتبه لفقر أوروبا المدقع والذي دفعها بشكل عام إلى تبنى فكرة الحروب الصليبية تحت ستار الدين ، تلك الحروب التي لم تتخذ الصليب شعارا لها سوى في مرحلة تالية لمرحلتها الأولى التي قادها من سمي بالناسك والتي لاقت فشلا تاريخيا ذريعا ودامياً ، ولم يتنبه المسلمون إلى أسبابه الإستراتيجية .
 كانت تلك واحدة في مبكرات غفلة الحكام المسلمين ، لكنها كانت معاصرة لشكل المكونات البشرية للحملات الصليبية ، فقد كانت تلك الحملات مكونة من عناصر مختلفة من السلالات البشرية بين فرنسية وبريطانية على تنوعها البنائي الآسيوي وغيرها، لم يجمعها بداية سوى الفقر الذاتي الذي تقع أوروبا القديمة تحت كاهله ولا زالت . 
 لم يتنبه المسلمون للأخذ بالأسباب البنائية الممتدة في الزمن ، مع أن الله جل وعلا قد فصلها تفصيلا في قرآنه الكريم  وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم سواء عسكريا ومجتمعيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا إلى آخر ما يحتمل أن تحتاجه البنائية الإسلامية أو من يتمسك ببنائياتها ولو على غير الإسلام ، هذا على  نسقية من أن من يتخذ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ، وهو- من يتخذ غير الإسلام دينا- في عداء قطعي مع الله عز وجل ؛ وشبيه بهذا موقف أولئك الحكام المسلمون الذين لم يتبعوا ما شرع الله في قرآنه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
 كذا ؛ لم يتنبه الحكام المسلمون لعمليات البناء الإنساني التي استوجبها الفكر الحضاري الإسلامي ، فاستبقوا – على غير وعي- أو هم حافظوا دون إدراك صحيح على البنائيات الإنسانية التي كانت فيما قبل الإسلام على حالها ، فيما عدا السعي لتوحيد الشعائر ، وإهدار ما هو غير ذلك من بنائيات ثقافية واقتصادية وغيرها ما لم تصلهم الجبايات من محاصيل وأموال ، واعتبار أن أمن الدولة منحصر في أمن الحاكم وليس أمن الدولة  بالأصل ، وهو ما توارثه حكام العرب الحاليين ، وهو ما جرى تخريج حكمة حديثة مضمونها أن التسليم للأقوى هو أهم ضمان للبقاء أحياء ؛ والبقاء جالسين على كراسي الحكم .

إذا كان هوى النفس ، وقد صار هذا الهوى جامحا في النفوس حكاما ومحكومين ومن قبل ومن بعد متحكمين ، فلعلها قد أزفت الآزفة ، ومن ثم فلا يمكن أن تنصرف معادلة الإفساد التي تجتاح الكون إلى غير أن تكون على غير هذا الشكل التالي " متحكمون + حاكمون+ محكومون " فقد استشرى في المجموع نازع الفساد ، فلا محيص من أن تتفشى عدوى الفساد ليستشري الإفساد وبائيا في الجميع حتى ليصير هو المتنفس من الهواء ، وليطال من لحقته هبة من هواء الإفساد إلا من رحم الله فألهمه المروق بإيمانه من ذلك الإفساد ، ونرى أن النص القرآني التالي ، يتيح للكثيرين رصدا دقيقا وتفاعليا بين المسلمين والحدث الذي يفرض نفسه عليهم تاريخيا واستراتيجيا وفي إطار يقينية الاعتقاد الإسلامي بحسب ما سنه رب العالمين ؛ يقول رب العالمين {هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى{56}أَزِفَتْ الْآزِفَةُ{57} لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ{58} أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ{59} وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{60} وَأَنتُمْ سَامِدُونَ{61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا{62}النجم(مكية)

وأكرر ؛ إنني لا أفسر نصا قرآنيا ، إنما أرصد رؤية إسلامية ، يمكن رصدها من ذات النص الكريم ، وفي ضوء الكثير من أحاديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، والتي تشير إلى اقتراب قيام الساعة ، وأعرفها لنا قوله عليه الصلاة والسلام " بعثت أنا والساعة كهاتين " وأشار عليه الصلاة والسلام بإصبعيه السبابة والإبهام .
 ثم إنني أرصد النص السالف ، مترصدا لنص أورده العلي القدير في سورة المائدة ؛ فيقول رب العزة {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64 ))
 واستكمالاً ؛ واستتباعاً ، لما أوردناه قبيل الاجتزاء السالف ، ....نمضي بفضل الله.
 فنحن المسلمون ، ضَعٌفَ إسلامنا ، أو قوِيَ وازداد قوة ، وضَعَنا اليهود من أنفسهم موضع العداوة التاريخية والدينية منذ أن اتخذوا من رب العالمين موقفا – لانهائيا- عدائيا بما زعموا في كتاب العهد القديم من أن تلك العدائية بدأت مع الصراع العضلي الذي ادعوا كذبا حصولهَ – حاشا لله- بين الرب وبين أبيهم الأول يعقوب أو إسرائيل ، فكل من جاء من رسل من عند الله بغير ما ابتنوا عليه زعمهم الإيماني بالرب ، فهم في عداء معه ومع من اتبعه إلى أن تقوم الساعة ، ولقد أشرنا على بعض تفصيل إلى هذا الموضوع بالأجزاء الثلاث الأولى من مدونتنا هذه من حيث علاقة كل أمة برب العالمين ، والنحو الذي يتعاملون به مع غيرهم من الأمم وفق فهم وإيمان كل أمة برب العالمين مسيحياً وإسلامياً ، وهذا- على التفصيل- موضع الخلاف الجذري دينيا وعقيديا ومن ثم تاريخيا بين اليهودية والمسيحية والإسلام على ما فصلنا عبر أجزاء مدونتنا هذه .
من ثم ، فيمكن القول بلباس الإيمان الإسلامي ، أن عسانا – في جيلنا هذا – وربما بعض من أجيال قادمة ، على طريق مناسب أو متوافق مع الوعد الإلهي الذي قال به رب العالمين في مفتتحات سورة الإسراء أو اليهودية ، بالقرآن الكريم ، وفي مواضع كثيرة أخري من القرآن الكريم ، أبينها ما أورده جل وعلا – لنا- في الآيات الأولي من سورة الإسراء ، وهي التالية : 

"الإسراء(مكية)111 سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{1} وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً{2} ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً{3} وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً{8}"

إذن فنحن ، تاريخيا وعقيديا – وعلى الأرجح من الأقوال والتفسيرات- نصادف إلهيا قدر الله الوارد بسورة الإسراء ، وهو قدر حق وصدق وعدل واصلا إلى الإنصاف الإلهي في مرادات رب العالمين ، وهو مقدور تلزمه مقتضياته ، لتصل بالمصادفة - وعلى الأصح وبالأكثر دقة – أي بالحكمة الإلهية إلى مقدوره الوارد ببعض إيجاز بمفتتحات سورة الإسراء ، وحيث جرى نفاذ وعد الله الأول على اليهود فذهبوا أشتاتا في أرجاء الأرض ؛ من ثم :

1- فقد عاودوا السطو على أرض فلسطين العربية التاريخية ،..." يراجع الفصل الأول من الجزء الرابع عشر من هذه المدونة في خصوص ذلك السطو اليهودي على أرض فلسطين التاريخية ." 2- كان ذلك السطو مستندا إلى نازعين عدائيين للإسلام وللعرب ، أولهما العداء الديني الشامل للإسلام ، ثم كان هناك النازع الاستعماري المدفوع بالفقر والجوع الإنساني المطبوع على القارة العجوز الأوروبية الفقيرة تاريخياً ، ..." يرجع إلى كثير من أجزاء المدونة حول الحروب الأوروبية والتي أطلق عليها خداعاً الحروب الصليبية ." 3- ولمن شاء ، أن يزيد - على 1 ، 2 السالفين- ؛ موضوعياً .

واجتزاءا مما أوردناه عن محمد المنشاوي ، والذي يبدو أنه محرر " تقرير واشنطن " - ليس عن ملكية ؛ فربما عن إنتقال اختصاص - والذي اوردنا بعض تفصيل من كتاباته بالفقرة "4" من مفتتح هذا الجزء ، من ثم نجتزئ الفقرة التالية :

"إلا أن واشنطن لا تكترث كثيرا بهوية الساكن القادم للقصر الجمهوري المصري طالما لم يكن معارضا لمصالح أمريكا العليا فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط. ويهم الإدارة الأمريكية سواء رأسها جورج بوش أو باراك أوباما عدة مصالح في مصر لا تختلف باختلاف هوية ساكن البيت الأبيض في واشنطن. ويمثل استمرار العلاقات الأمنية الخاصة مع القاهرة، والحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، إضافة إلى عدم وجود نظام حكم ذي توجه إسلامي، أكثر محاور اهتمام صانعي القرار في واشنطن. "
هذا من ناحية ، فهم يعبر عنه مصري مثقف ومقيم بأمريكا ، ثم إن لدينا رأي- تجاوزا- ورؤية للرئيس أوباما ، ففي يوم الجمعة4/3/2011، وفي ولاية ميامي التي تمثل ثقلا نوعيا لليهود في أمريكا، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الانتفاضات في منطقة الشرق الأوسط تخدم الولايات المتحدة وتمنحها فرصة كبيرة، ورأى أن هذه الثورات تفتح آفاقا واسعة أمام الأجيال الجديدة.

ووصف أوباما هذه الثورات بأنها "رياح حرية" هبت على المنطقة، وقال إن القوى التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وكانت الإطاحة بمبارك قد أثارت قلق إسرائيل، التي ترتبط معها مصر بمعاهدة سلام، كما أثارت قلق الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، الممثلة بقوة في ميامي، التي أدلى فيها أوباما بتصريحه هذا يوم الجمعة. وفي وقت سابق دعا البيت الأبيض مصر لاحترام معاهدة السلام مع إسرائيل، بغض النظر عمن يتولى السلطة في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس "أيا كانت الحكومة المقبلة في مصر، نتوقع أن تلتزم بمعاهدة السلام التي وقعتها الحكومة المصرية" مع إسرائيل، في إشارة إلى اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1977 بوساطة أميركية، التي قادت إلى إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل .






فصل وسيط

  هذا فصل وسيط ، قاطع لما سبق عما سيلي ؛ رغم أي تماس لفظي أو تعبيري قد يخايل القارئ، على أنه كان ولا زال – وحتى هذه اللحظة على أقل تقدير- بالإمكان التخلص من الورقات الثماني عشر السابقة من هذا الجزء ، لتناقضها التام وما سيلي .
  لكن ؛ بالنسبة لي وأنا أسطر سواء ما سلف من صفحات هذا الجزء ؛ أو الحالية ؛ أو ما سيلي منه ، فما قد سلف من صفحات يمثل أو يعني ومض فكر أو هو بريق ضوء متوهم في نهاية نفق الحياة المصرية المظلم الدامس والكئيب  سياسيا واجتماعيا وثقافيا ، وأشياء أخرى عديدة، والتي ما كان بظننا أن نصادف لذلك النفق المظلم نهاية ما ... لكن ..!
 ورغم أن الصفحات السالف ذكرها قد انطوت على بعض تحقق لحلم تمثل في مجرد خلع حسني مبارك من السلطة ... ! وصفق وهلل وكاد يكبر المدعو " مبارك حسين أبو عمامة " الشهير بــ " باراك حسين أوباما" كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية بالإنجاز الرائع الذي قام به الشعب المصري بخلع حسني مبارك عن السلطة .
 غالبية كبري هللت وكثيرون مثلي وغيري سعوا لأن يكونوا من المغردين لإنجاز رائع يحدث للمرة الأولي في تاريخ الشعب المصري ، بل وكثير من شعوب العالم ،.......  
 وبكل الأسف والأسى والحزن ... اكتشفت وغيري من المتابعين والمهللين ؛ أننا كنا نخوض في بحور الوهم والغفلة ، وأننا كنا – وياللغفلة- نغرد خارج السرب .
 فقد جرى خداعنا بكل سهولة ويسر ، سواء بالمقتول أمنيا ، وسواء بذلك المخادع القادم من تحت عباءة عبدة الشيطان ، وسواء بذلك التهليل المبكر الذي أطلقه باراك أوباما ولحقته فيه جوقة أوروبا القديمة والعجوز . 
 ولم تكن كثير من النظم الملكية العربية المتأسلمة خارج المؤامرة ؛ تفكيرا وتخطيطا وتنفيذا ، ولا أستطيع ولا غيري أن نتهم الحكام العرب الذين أزيحوا بالخلع أو الذين هم في الطريق إلى الإزاحة بالخلع أو بالقتل ، أقول لا أستطيع ولا غيري أن نتهمهم بالذكاء ، ولا من بقي من الحكام العرب ولو تحت وصف ملك . 
 وبعد ؛ لا يزال الشرق الأوسط المنطقة الأكثر خطرا في العالم، فثمة احتمال كبير لاندلاع نزاعات مسلحة، محلية وإقليمية، وذلك على خلفية فشل الطرق السلمية لحل مشكلة الشرق الأوسط واكتظاظ المنطقة بالأسلحة ، بما فيها السلاح النووي. 
 ولأن هذا الفصل الوسيط ؛ بشكل ما هو معبرنا للتالي من مسطور صفحات هذا الجزء ، من ثم وفي محاولاتنا الدائبة لفهم ومعرفة ما جرى وما يجري والذي قد يجري ، فإننا سنسعى عبر تمرحل ظرفي للإطلاع قدر الإمكان على بعض الآراء والرؤى التي طوفت حول الحراك السياسي المتابع أو الفاعل في سياق ما ألم بالعالم العربي .
ومن المبكر؛ فإننا نرى أن نقر بالتصنيفات الحديثة – رغم قدمها- في مصفوفة الذيل الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية ، تلك التالية للمصفوفة الأصلية للذيل والمتمثل في تيار أوروبا القديمة ؛ وأعني هنا تلك المصفوفة الناشئة مع وعقب الحرب العالمية الثانية ، والمتمثلة في منطقة الخليج وفي مقدمتها المملكة السعودية وحوارييها بمجلس التعاون الخليجي وأهمها الكويت والبحرين وقطر وتلك الإمارة الخاصة تحت مسمى " شبكة قناة الجزيرة الفضائية" .
 ويعلق السياسي والمفكر الروسي يفجيني بريماكوف على بعض أحداث الشرق الأوسط نشرت بصحيفة " روسيسكايا جازيتنا " في عددها يوم 9 فبراير فيقول "... وتختلف ردود فعل الزعماء الدينيين على أحداث القاهرة، وكما يظهر لي إنها تعبر عن رأي سياسي وليس دينيا عن هذه الأحداث. فالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي وصف الإحداث بأنها " ثورة إسلامية " ضد مبارك المتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. أما مفتي المملكة العربية السعودية فوصفها بأنها " مؤامرة من تدبير أعداء الإسلام ومناصريهم ".
 لكن رغم كل خبرة بريماكوف العملية كسياسي عمل دبلوماسيا في بعض دول الشرق الأوسط ثم في الأمم المتحدة ، فقد سقط الرجل في هوة اللاوعي بحقيقة وطبيعة الحراك السياسي الذي جرى ويجري في الشرق الأوسط وتحديدا العربي الإسلامي منه، فنجده يضيف في نفس الصحيفة"...  لقد كان الكثيرون يعتقدون ان زمن الثورات في البلدان العربية قد ولى منذ النصف الثاني للقرن العشرين بنهاية فترة النضال ضد الاستعمار. يبدو لي أن الكثيرين ومن بينهم أنا لم نقيم بشكل صحيح تأثير التحديث على المجتمعات العربية وخاصة في جيل الشباب. إن المخالطة خلال شبكة الانترنت والهواتف المحمولة سمحت بإمكانية " إعادة التنظيم " والخروج إلى الشارع كافة الذين يعانون من الفقر والبطالة والفساد والحرمان من الديمقراطية. لقد حدث هذا عفويا في مصر مع بداية الأحداث ". ربما كان التخريج الذي نحا إليه بريماكوف في السطرين الأخيرين صحيحا ، باستثناء الجملة الأخيرة التي يزعم فيها بأن الذي جرى أنه قد حدث عفويا في مصر مع بداية الأحداث ، وبكل الأسى والأسف  فلم يكن ما جرى في مصر أو في غيرها قد حدث عفويا ، ولم يكن الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل بمنأى عن الوقوع في هذا الوهم المراوغ . 
 ورغم ذلك فإن الوعي العربي لم يغب ، ولكنه كان تحت ضغوط قهر مزدوجة ؛ داخلية وخارجية ، كانت الضغوط الداخلية منهما أشد وطأة وقساوة ، وإجمالاَ فإن ما عبرت عنه الكاتبة الصحفية هويدا طه بصحيفة الدستور القاهرية ، كان أبلغ وأوضح فقد قالت في طبعة يوم الاثنين 23/5/2011تحت عنوان : آل سعود.. العقبة الكبرى أمام الشعوب العربية الثائرة

رأي ورؤى لا شيء لدي أقدمه لشعوب اليمن وسوريا وليبيا سوى.. الاحترام، بل الانحناء احتراما لشعوب تثبت للعالم كل يوم أن.. شعوبنا لم تتخلف لأنها متخلفة بالطبيعة إنما لأنها كانت مرتهنة.. مختطفة، ومن ثم فقد تخلفت ، وأن العقل العربي ليس قاصرا عن استيعاب مفهوم الديمقراطية بتكوينه.. وإنما لأنه كان معتقلا في سجن الطاعة المفروضة فرضا، وما يسمى بالربيع العربي هو في الحقيقة موسم الخلاص الإحتمالي .. من الارتهان والاختطاف والاعتقال في سجون الطاعة المقيتة.."

 ولعلي أعذر الكاتبة هويدا طه في هذا التقدير المبالغ فيه لحقيقة ما يجري على الساحة العربية الإسلامية وفي أنطقة النظم الجمهورية دون الملكية باستثناء خاص لا ينصرف لغير مملكة البحرين ، وهذا ما سنعود إليه في موضع تال لمجرد التفسير والتوضيح .  
 وعود لما تضيف الكاتبة هويدا ، قرب نهاية مقالها "** شاء أو أبى.. يقترب النظام السعودي من الاندثار.. لكنه الآن مازال قويا ويثير القلاقل للشعوب الثائرة.. ولهذا ينبغي على الشعوب العربية الثائرة تلك والتي تريد حماية ثوراتها أن تساند الشعب (السعودي) وتشجعه على الثورة! العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم! سوف نساند بكل قوتنا انتفاضة عرب الجزيرة ضد ملوكهم.. لابد للشعب (السعودي) أن يخرج من سجنه البشع ويحطم أغلال الذل المفروض عليه ويذوق حلاوة التضحية بالحياة من أجل الحرية والكرامة.. هذا الشعب لابد له أن (ينتفض) لأجل الحرية فهو أيضا شعب عريق تمت رشوته عبر السنين بالخبز كي يصمت عن حقه الإنساني في الحرية.. و..."
  ولقد أشرنا من قبل وفي أكثر من جزء من أجزاء مدونتنا هذه إلى مدي خطورة " آل سعود " على الأمة العربية بل والإسلامية جملة ، بدءا من موافقة كبيرهم عبد العزيز سعود بتسليم فلسطين لليهود في أربعينات القرن الماضي ، وكيف شارك ابنه فيصل مع ليندون جونسون وإسرائيل في حرب عام 1967 للقضاء على جمال عبد الناصر ، ثم كيف اندفع الملك فهد إلى حد ترتيب عملية اغتيال أنور السادات عام 1981 باشتراك كل من الولايات المتحدة وحسني مبارك .
 ومن ثم فليس من الملفت أن العائلة السعودية تبحث حاليا ، وبشتي السبل والوسائل عن مخرج لإنقاذ حسني مبارك  من المحاكمة ، مقابل أية فدية مالية ، سواء بالضغط ، وسواء بالابتزاز ، كي لا يصبح سيناريو محاكمة حسني مبارك قاعدة عامة يجري تطبيقها كلما سقط عنصر فاسد من الحكام العرب ، والخشية من السعوديون أن يكونوا في مقدمة هؤلاء ، على نحو ما تشير الكاتبة هويدا طه ، وغيرها كثير .
  إن الأحداث تنساب في تسارع غير معهود تاريخيا ، ويأباه الواقع المعاش ، قديما وحديثا ، لكن كل شيء يحدث كما لو كان ترتيبه يأتي من الغيب ، رغم أن المعهود أن ما يأتي من الغيب ، إن قدر أن يأتي بغتة ، فهو تتقدمه مؤشرات ليست للتوقي ، وإنما لمجرد الإعلام ، دون أية فرصة للهرب من مقدورات البغتة.  وهذا يحدث إلهيا .
 ...
والذي لا أشك فيه أن لدي كإنسان رغبة عقلية في أن أخرج أو أن أنتهي من هذا " الفصل الوسيط " بنفس الدوافع الذي دخلت بها فيه ، لكن شيئا أو هي أشياء ما تتراوح العقل والقلب ، ويحار الوجدان ؛ إلى أي منها يركن .
  فمن الملفت ، أن شخصيات لها وزنها ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ودينيا ، وأشياء أخرى ، تذهب رضائيا لتسقط في وهدات مقامرات الإغراءات الإنسانية في هذا الظرف العبثي والملتبس الذي تغرق فيه مصر ؛ حيث لا يبين في سماواتها بعد أي نسق لوني واضح تجتاز عبره البلاد كبوتها الغير مفهومة الأبعاد سياسية كانت أو اجتماعية ولا ثقافية ولا دينية ,
 فقد أعملت في الظرف الذي تعيشه مصر ، كافة أنواع وألوان ما عهدنا ومالم نعهد أو نعرف من ألوان الطيف ، وغرقت البلاد في مستنقعات فكرية وثقافية ودينية وسياسية ، وغاب الوعي ، ربما وفق المفهوم الذي حاول إشاعته توفيق الحكيم عبر ستينات القرن الماضي إبان حكم جمال عبد الناصر .
 لقد كان توفيق الحكيم واضحا وصريحا وإن كان في غير جرأة تحسب له ؛ لكن ما جري كان واقعا في حدود فهمه ووعيه بزمنه ، لكن مصر تجاوزت زمن عبد الناصر، والطموح الخائب لأنور السادات ، وهاهي الآن غارقة حتي الأذنين في أوحال نظرية حسني مبارك المعنونة " أنا أو الطوفان" وهذا الاتهام الذي نزفه إلى حسني مبارك ؛ لا يعني أي اتهام له بالذكاء ولا ما شابه ، فمن الظلم المجحف لمبارك أن ينسب إليه أي مستوى من الذكاء . هذا رغم أن فكرة " أنا أو الطوفان"ليست غريبة عن صفحات التاريخ سواء من عند " شمشون" وهدم المعبد حتي ولو كان في هدم المعبد نهاية شمشون ، ثم وصولا إلى " نيرون" وحرق روما ؛ وهذه رؤية مخالفة للرؤية التقليدية التي تتبناها الولايات المتحدة تاريخيا ، وهي تلك التي عبرت عنها تاريخيا أكثر من مرة ؛ بدءا من الإبادات الكاملة للهنود الحمر، من ثم وعلى المشهور التاريخي بإبادة هيروشيما ونجازاكي في الحرب العالمية الثانية"1939-1945" رغم سبق استسلام اليابان ، وهذا ما عبر عنه في الثلث الأخير من القرن الماضي " العشرين"  الدكتور هنري كيسنجر- مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق ثم وزير خارجيتها فيما بعد- حين قال إن الولايات المتحدة لا تري على خريطة العالم سوى الشعب الأمريكي وخطوط البترول والمياه ،  ثم وحديثا جدا عملية غزو وتدمير العراق بدءا من العام 2003م ، حيث الأفكار الأولي " من شمشون إلى نيرون" كانت أقرب إلى أفكار اليأس الانتحاري أو الانتحار يأسا لكل شعوب العالم ، عدا الشعب الأمريكي ، هذا يعني أن الأمر لدي الولايات المتحدة الأمريكية هو تعبير حي وواقعي عن يقينية التكوين النفسي والعقلي والوجداني للأمريكيين حيث تجذرت في كامل بنائياتهم الإنسانية النظرية الداروينية بأقسى وأبشع تصوراتها الفكرية نظريا وتطبيقيا .   

" -يتبع - الأسبوع القادم"

A kitten for you![edit]

)

Sabrine sabri (talk) 18:07, 7 January 2013 (UTC)[reply]

ابو نادر الزيادي 185.80.47.80 23:01, 9 November 2023 (UTC)[reply]